في جيبه وليس في جيب المعجبات هذا ما وجدته يقوله وهو يعذب الوردة يقسمها ويوزعها نتفا وهو يردد تحبني لا تحبني لا تحبني مسكين متمدن أنا
مسكين متمدن أنت ...هل أنت مسكين متمدن المسكين لا حظ أنني مشفق عليه ...طبعا أشفق عليه لأن القنينة التي دفعت ثمنها كي يطلق قميصي هي القنينة رقم 14 ...
نبيه يسجل في الدفتر عنده أنها الرابعة عشرة ويسميها أحلام ....يقول غدا سأعود يا أحلام الإفلاس وأشار بيده إلى َّ اشار إليَّ بيده اليمنى وقال إقترب إقترب إقترب
قلت: ولا ولا تعدني لا أصبح سكيرا مفلس أنا سكيرأ لكن لا أريد أن أصبح سكيرا مفلس
قال: إنتظر ريثما أخذ بياناتك ربما أنت من عداني وأصبحت سكيرا مفلس عندما أصبح لك إسم في الدفتر لا تزوره مثل المرة الماضية هيا يا سيد محمود أكد للشرطة دون تجديد العقاب أنك من زور إسمه هنا المرة الماضية قلت في نفسي شيء من عمل الشرطة بالإضافة إلى عمل سكير سيصعب عليه العودة إلى البيت
ثم خاطبته قائلا: يبدو أنك لست سكران يا شرطي طرابلس وكل همك هو تبديل إسمي من الحقيقي وهو محسن على إسم يتماشى مع دفاتر الشرطة لا أوافق أيها الشرطي لست محمود الذي عداك
سكت الملعون حوالي اربعة دقائق ولم يقل شيء خلالها لكن كلما حاولت الإنصراف قال بالإيطالية ،عد أدراجك .ثم قال بالعربية الفصحى ،يا سيد محمود من شرح لكَ لغة العدو
قلت بعدما أكملت حوالي ربع الدقيقة من الضحك المتواصل تأكد يا شرطي الشرطة هي العدو
قال: ساعدني كي أقتل الذين عدوك
شرطي تحمي طرابلس ما المانع عندما تنشر عنها رأي أخر يا محمود
يبدو أن إسمكَ تغير في دفاتري من جديد يا أحمد يا علي يا إدريس يا سنوسي يا ملك يا مملوك أب نعم ها أنا أتذكر يا محمود إعترف هيا إن الشرطة ليست العدو
ثم تغير المشهد...بالفعل رأيت من بين ما أخرجه من شنطته وأكياسه الكثيرة مسدس غير محشو لأنه شرح لي أنه بسبب المعجبات غير محشو وصور كثيرة وصور كثيرة لأشخاص أبلغني أنهم أيضا عدوه وعلم إيطالي أحرق ....وواحد إسرائيلي ....وقطع خبز يابسة وعلب يربي فيها الجراد وعشرة خرائط لطرابلس يفخر أنه رسمها وحده ثم بدأ يركب المايكرفون كي يحتفل بعيد الشرطة بعيدا عن المعجبات ....طبعا المسدس المحشو هو الذي سيقتادني به ليشتري به قنيقنة خمر أخرى بعد إستعادة الكثير من الوعي لديه والتذكر وصلنا المتجر الإيطالي الوحيد في طرابلس فقال لي هيا إشتري منه ريثما تأممه الثورة هو الوعد الأخير ريثما نسكر ونأمم المتجر سنسكر ونأمم المتجر
قلت الشراء أشتري لما لا أشتري لكن أضف إلى معلوماتك أنه متجر إستثماري بيدأ عن قوانين التأميم وليس للثورة فيه نصيب فأصلح ساعتك على هذا الزمن ربما تجدني محسن وأعيش في هذا الزمن لا محمود الذي يدرس دروس التأميم قال بعدما عدنا وأخبرني عن شرب كل القنينة الذي يعنيني يا محمود يا باشا هو إعادة الدعاء لك تفنن الأن يا سكران وأخبر حبيباتك أني شرطي وقاطع طريق رجل المطافيء وعلب كبريتي في جيبي ...إذا سكرت كثيرا وإقتنعت أن إسمي
بالفعل محمود أو محمود باشا ماذا عن الأقوال الحقيقية في المحظر إذا كنت شرطي صادق
فكر كثيرا وقال حتى من باب العدل عندما يكون إسمي طوال اليوم صالح فيجب أن يعلمك الخمر أن إسمك محمود وعناداً فيكَ محمود فقط بلا أبوين ومحمود الشاعر بلا مهنة ومحمود المسجون بلا ممحاة إسمع أنا لا أحتجز إلا محمود هنا إذا كنت ياسيد محسن غاضب زعلان يعني إذهب إلى البيت على ذكر البيت إصحبني إلى البيت أريد أن أنام طبعا بيتي أحرقته كله لأن المعجبات سخرن مني وسمينني السجين الذي لم يسجن أحد
قلت: هل لديك أطفال
قال: الإجابة في الطريق في الطريق أعطيك الإجابة وقال أيضا هات الدنانير أعدها وسأطلق صراحك في البيت إدفع منها ثمن أجرة الطاكسي والعشاء والخمس قنينات خمر والعشرة علب سجائر إذا كانت الدنانير لا تكفي لا تصحبني إلى البيت إستغرق كثيرا من الوقت في الحساب وأعاد إلىَّ مئة دينار من أصل ألف وأربع مئة دينار إشتري معطفا وحذاء ونظارة طبية وجرائد جديدة وقديمة وأكد في دفتره بعد إجباري عن اٌٌقوال أن السلاح لي أي سلاحي السيارة تسير وهو رجل هاديء هو يملي عني تهمتي وأنا أكتب وأأكد أن الذي أنفقته عليه رشوة ....أنا أوضح أنها رجولة وهو يؤكد أنها رشوة
وصلنا إلى البيت فتحه ودخل وأغلق الباب وأبقاني في الخارج قال لي بالحرف الواحد أجلب الكثير من الفواكه وعد بسرعة
قلت وأنا أتنفس الحرية مسرعا إلى السلالم هذا إذا عدت بدون الشرطة وأخصائي الأمراض النفسية
توجهة إلى مركز الشرطة القريب على البيت عن بعد ربع ساعة سيرا عن الأقدام ناسيا تماما أن الدنيا فيها هواتف....على ذكر الهواتف يجب أن أتحسس جيبي ربما ينفعني هاتفي النقال
إنتهيت هكذا إتصلت بصديقين سيساعداني على إخلاء المنزل ...كما أني وصلت إلى المركز
أسرعت الشرطة على تفتيش أرائي هي ايضا ربما أنا كمين لها كما أسرعت صوب البيت أخذت أقوالي وبصماتي وأشياء تعرفها عني في الطريق .
وصلنا طرقنا الباب ففتح الباب لنا بعد مدة بسيطة... مد يده ليصافحني بعد المصافحة \صرخ طالبا الفواكه لا الشرطة .
لكن الغريب في الموضوع أن أول ما سلمه للشرطة هو سلاحه
تركوني في البيت ورحلوا على أن أقصدهم في الصباح بعد تحقيق ممل مع رجل ينطق بكلمة واحدة بعد تأكيده على أنه يريد الفواكه لا الشرطة
وصلت في الموعد المحدد صباحا طلب مني خلسة التنازل لكل طلبات زميلهم أي لم يكن مخمور ولم يصرقني ولم يقتحم البيت ولم يزعجني أصلا مقابل خمسة ألاف دينار كاش فور موافقتي على العرض طلب مني أن أنتظر في المقهى بالأسفل ريثما يجهز المبلغ الأخر لعرض أخر لم أفهمه لكنهم قرروه مقابل خمسة ألاف دينار هو أيضا ها هم وصلوا أخيرا يهنؤني عن عدم الإحتفال بسبب الرشوة أنا فهمت أنها كلمة سر لشرطة السرية تكرار هذه الكلمة رشوة رشوة رشوة اليوم كررناها مبتسمان عن قصد رشوة رشوة وبالأمس كررناها عن قصد رشوة وليست رجولة رشوة وليست رجولة سوف تستمر صفقات السرية في الشرطة
ما إسمك يا شرطي عندما يكون إسمي محسن عندما أكون أنا الشرطي عماد إلى اللقاء يا محسن إلى اللقاء يا عماد