كنا ثلاثة أنا وصديقي والحذر عندما دخلنا الرواق الرابع لنبتاع الخمر من سيدة عجوز نقلت من الرواق الثالث إلى الرواق الرابع كي تستقبل أمثالنا الذين لا يرون الجمال إلا في وجه العجوز الشمطاء
يسألني الحذر ما إسم صديقك هذا
قلت لصديقي عرف عن نفسك أيها الشيطان
يقول صديقي عرفتك أنت من قتل في الرواق الرابع وإسمك الحذر
يخرج الحذر من جيبه سيجارة ويقول لصديقي هل تدخن
أكمل صديقي السجارة بينما الحذر يكتب إسمه على جبين صديقي بحذر دخن السجارة لأن إسمي الحذر يقول صديقي بعد إكمال هذه السيجارة التي كانت في جيبك المؤدب كونك تقول أن إسمك الحذر المؤدب أجمد لكون إسمي العربي بن سفيان كن حذر لا تخطأ كي تعطني سيجارة أخرى بعد سعتين إسمي العربي بن سفيان وقبل أن تسألني أعمل أيضا جاسوس فدائي لصالح الثورة الجزائرية وقبل أن تسألني أمي متوفية وقبل أن تسألني إسمها خولة وقبل أن تسألني الرواق الرابع الذي سألتني عنه هو سجن فرنسي كهذا الذي نحن فيه الأن الذي نسميه نحن الرواق الثالث ويسميه الفرنسين سجن فرنسا الرسمية ...ولكن نحن الأن في الرواق الرابع هذا ما قاله لي الحذر . نعم يا سيد حذر سامحني كنت مخطأ نحن الأن في الرواق الرابع الذي هو عند العدو سجن فرنسا الرسمي أيضا الذي يبعد عن فرعه الذي نسميه نحن الرواق الثالث خمسة كلمترات داخل وهران نحن كنا أعوان فرنسا وما زلنا أعوان فرنسا كونك تكتب الإسم على الجبين ...هذا يعني أنك تنصحنا بمواصلة الإنتماء إلى جبهة التحرير الوطني دفاعا عن الأمة يقول الحذر نعم لكن كونك تعرف أني محكوم عني بالإعدام من قبل الفرنسين ثم الإنظمام إلى صفوفكم في السجن ثم الهرب نحن سنهرب يوم الفاتح من نوفمبر 1954 الذي هو يوم الغد قدم سلاحك في الداخل والخارج أقصد أين ستنام الليلة الأولى كحركي ثم نفر سويا ثلاثتنا
العربي إبن سفيان : سننام عند العربي بن سفيان أقصد منزل أسرته الثرية في وهران للأنها كلها ثرية من كثرت ما إرتزقت من دماء الجزائرين
الحذر: حسنا نهرب وننام في منزلكم يقول صديقي العربي إبن سفيان ما رأيك يا صديقي يا حسام هل منزلنا عندما نصله سيصبح حر وليس مجرد ثري جزائري فقط
أقول له:يا عزيزي العربي كونك إبن سفيان كيف قتلك سفيان أقصد كيف علمك مثل هذا الثراء الفاحش وكيف علمك الثورة في المنزل الفاره
يبتسم العربي المسكين معجبا بما سمع ويرد
هل تقصد أنك علمت تعليما أخر
أقول لا لا أنا أبن ثري عربي جزائري إسمه حسان الأبيض هذا هو الذي كان ولغاية اليوم جلاد ماهر في وجه أولائك الجزائرين المسجونين هناك يقول أنه سيبقى الحاكم مع الفرنسين هذا كل ما يقوم به ونحن كوننا لا نريد من مصلحتنا الثورة عليهم يقول في زيارتي السرية الماضية للبيت أنه إشترى كمية سلاح كبيرة لحساب جبهة التحرير ويقول أنه قتل شيخا فرنسيا طلب منه أن يقتله وهو سكران ويقسم المال بين المجاهدين أكد أنه عاش جندي فرنسي معمر فرنسي يكره الفرنسين وقال والدي لا تقللق عليه قتله هنا يعني إيصال سره لكم وإذا وصل لغيركم قد يموت
المجاهد الفرنسي الذي يدعم سجنكم الثوري ومنازلكم الثرية ...قلت يا أبي ربما أعجبك منزله الثري على الدوام وأبقيتنا بعيدا عن الثورة التي ستندلع فأعطاني إسم هذان السجنان كي ننطلق منهما إلى الجبل ثلاثة يا سفيان نحن فكم ....أسف أقصد يا أبن سفيان نحن ثلاثة فكم سنكون ساعة التنفيذ يقول والدي قد نكون ألاف بل عشرات ألاف الأغنياء المساجين والمساجين غير الأغبياء كل هذا يا أبن سفيان قاله والدي في ظرف وجيز باقي وقت الزيارة الطويل هو نصائح فرنسية حول الكر والفر ضد المجاهدين البسطاء الموصوفين بالتجار البخلاء نحن سنكون لهم الخلاء والخلاء المؤكد عندما نذلهم ونرهب تجارتهم
أودعني منك يا أبن سفيان أنت نمت
مرحبا أيها الحذر
هل تقدم لي سيجارة أدبية مثلما سماها العربي أبن سفيان
الحذر بحذر:نعم أعطيك سيجارة أدبية يا سيد حسام وريثما تكملها قل لي لما فرض الله علينا الجهاد ولما فرض على الفرنسين قمع الجزائرين ولما لا يساعدهم بسرعة في تحرير الأرض أيضا أضف مع السجارة الأدبية سؤال أخر متى ستخبرني لما لم تتزوج بعد وفاة زوجتك أمال...
أه أه أمال سوف أكون زوجا بعد الشهر العاشر للثورة هذا ما وعدني به والدي بالنسبة للثورة والمساعدة الإلاهية أنا أأمن أنه إبتلاء من الله أنظر فقط بمثلما فطر النظر عليه وستكون الثورة بخير
بالنسبة للجهاد الذي فرضه الله علينا وجعله فرض عين هذا لأنه واجب علينا التعهد أمام الله بالدفاع عن المقدسات ومن بين الأهل والمال والولد أي الوطن أن صح التعبير
أما كون قدر الفرنسين قمع الجزائرين أيضا إجراء إلاهي وكتبه الله عليهم شيء يشدك وتسأل عنه فأنا أظنه جزء من إبتلاء صبر قدره الله جزء من إبتلاء صبر قدره الله على الجزائرين وغيرهم من المسلمين إحتكار له الفرسين
يقول الحذر بحذر شكرا يا حسام بنا نسهر بعيدا عن فراش العربي بن سفيان كي لا نوقض نومه
بعدما إبتعدنا : يقول الحذر بحذر كم فرنسي قتلت وكم فرنسي ستقتل في الثورة التي ستندلع ونستعد لها
قلت :يا من علمني الحذر في الثورة أنا من قتل ثلاثة من الشيوخ لكن بالنبال عن بعد وكلهم السنة الماضية فكم عدد الفرنسين الذين قتلتهم أنت يقول الحذر بحذر أنا قتلت 145 فرنسي وكلهم داخل فرنسا السنة الرسمية أسميها أثناء غزو ألمانيا لفرنسا
فعلت فعلتي وأصبحت ثري لهذا أنا هنا وأنا متأكد أنك تعرف جزء من وجهي وجبينه في الماضي هل تعرف لي ماضي ....أقول أنا ...نعم أعرف أنك محكوم عليك بالإعدام إعدام ستفر منه كونك بريء أعرف أن النائم هناك اخبرني عندما رئاك بل إنطلق لسانه وحده يردد هذا قاتل جاك الأول وجاك الثاني وجاك الثالث وجاك الرابع وجاك الخامس وتوني وسمير الفرنسي ويونتو وبوتو ولعوغ وغيره لم يتوقف ذاك النائم حتى عَدهم كلهم يحفظهم لأنه المتهم وهو سيبرأك بعدما جربك رغم أنه وجد أن الجبين جبينك والسجدة سجدتك والسكين سكينك واليمين يمينك ما رأيك تطلبك فرنسا لتومت في سجن فرنسا الرسمي وننقلك نحن إلى الرواق الرابع أقصد إلى الرواق الرباع أقصد إلى الرواق الثالث ثم الرابع وتصبح مثلنا عربي يسجن بالعربية ويفر بالعربية ويحكم بالفرنسية
رأي أني من أسس هذه الحركة سابقا عندما أصرفتُ في القتل كألماني داخل فرنسا أهداني بعض الأوربين هذا السجن الذي وضعت فيه الفرنسين
هذه يا صاحبي رؤوس أموال ثورية أوربية غاضبة قادمة من قلب أوربا قصد جرح إضافي في القرية الرومية داخل الجزائر هكذا يسمونها فقط إسمها الرسمي والباقي رواق عربي يصطف فيه المجاهدين ورواق جزائري يحترم الجزائرين إنه غريب الأطوار إذ كيف ! أو إليك الخط يا حسام ....ما تعليقك تعليقي يا حذر أن إسمك موجود معنا نسبيا نحن بالفعل نسبيا نحن بالفعل في ليلة إندلاع ثورة إسمك ليس معنا نحن مجرد وهرانيان قوادان ما تعليقك أنت
هذه إسمها الناحية العسكرية التي بنيناها ونحن في السجن كي نموت وهي حرة في جبهة القتال يقول أصدقائي في الجانب الأوربي أنهم سمعوا بها ثورة فقرروا لها الكثير من الخطط ومنها الشرح للفرنسين كيف تموت الثورة الجزائرية في المهد كي لا يشرحوا لها كيف تعيش وفي المهد إسمع مني قبل أن تفر من السجن الحقيقي وهو عدم الإعلان على أننا لسنا خونا ضد فرنسا ومن أوربا ضد فرنسا إسمع مني وقبل أن تفر من السجن الحقيقي وهو عدم الإعلان على أننا لسنا خونا نحن كلنا ننتمي إلى هذه الثورة الأوربية من فرنسا ضد فرنسا ومن أوربا ضد فرنسا إسمع مني أيضا إننا عندما نفر سوف لا نعود لهم وستصلهم أخبارنا من بعيد ونسبهم على الدوام وسوف لا نزورهم إلا فاتحين
إسمع مني أيضا إن سلاحي القادم من فرنسا وألمانيا والمغرب مخبأ في جبال وهران منذ أربعة أعوام كذلك لك مثله وأنت تقوده كما أنه للنائم هناك مثله توزعه على المجاهدين عندما يلتحقون بالجبال في يوم الغد أو بعده ونبدأ عد الكؤوس قتل قصد الحرية إن أمكن ولا داعي لمحاولة إقاف شباب الشهادة رغم أني شخت يا شباب ...
إسمع مني يا شاب أنت صدفة خططة لها وأعرف أن الأدب والسجارة الأدبية جزء منك سابقا في حفلة ختانك يا حسام وعمرك عامان قلت لي متى أصبح مدخن لا يبكي فقال لي والدك أنا أربيه ليس مدخن وأنت مدخن وأنت علمه الأدب قلت نعم طلبت مني ما أستطيع القيام به فهل تعلمت من عمك الحذر الأدب والأسلوب القصصي وخبرة بناء القصائد في زيارتي الماضية على مزرعتكم رغم أن أباك أخفق وأصبحت سيجارتك أدبية أقصد نشأت مدخن يا بني....ما بك لا ترد
لأنك ذكرتني بحالة طبيعية كأنها حالة من النعاس تلزم العمر كي يصبح عمر التي سميتها سيجارة أدبية هي التي أكد أني متأكد أني سأقطع عنها هذه مثلاً اليوم الرقم 4 غدا تصبح واحدة ثم تموت ....هل أعرض عليك خطة قتالية تنفذها إذا فشلنا في إخفاء السر في باقي الساعتان القادمتان هذا يعني أن معك ساعتان لنعرف بهما الوقت ونسمع بهما ذبذبات البحر من أوربا لنعرف أن الدعم متواصل والسلاح أيضا وهذا يعني أنك ستسلمني واحدة وهذا يعني أن والدك حسان الأبيض ربح الإتصال مع من أرسلتهم له فرنسا وألمانيا ..جيد هات السماعة ...أعلمك كيف تتأكد بها أن الصوت وصل إلى ألمانيا وعاد أي هناك من رد على ذبذبة ساعة الظابط حسام بن حسان الأبيض ...جيد هكذا أنت تعلمت وفهمت كيف تصل إلى السلاح الذي ستثوربه ضد الفرنسين والفرنسين المرتشين الموافقين على عدم البقاء في الجزائر هم من نعمل معهم وصول هذه الساعات تؤكد أنهم نجحوا وستتدهور صحة الإستعمار في الجزائر وشمال إفرقيا أقصد كل هذا الذي لنا من سلطة في هذه المنطقة العسكرية لنا هذه هي خطة ما قبل الهرب ساعتان إسمها الثورة لا الهرب لهذا يا بني حسام يجب أن نكمل باقي الدردشة في طريقنا إلى الجبل بنا نوقظ المجاهد العربي بن سفيان كي نسير على بركة الله صوب ساعة الصفر من الفاتح من نوفمبر 1954م